الأربعاء، 28 أغسطس 2013

انت لا تنظر للمرآة !

سمعت ذات يوم عن ذلك الشخص الذى طالما تشدق بعبارات معقدة عن انه مؤمن بالديموقراطية و حرية الفكر لكل شخص فى هذا العالم ؛ و انه لا يجب ان نكون متشابهين لدرجة التطابق كى نُكمل بعضنا البعض .
و عندما كان احدهم يبدأ النقاش معه حول ايهما افضل هذا المطعم او ذاك ؛ ذلك اللحن يسحرك ام هو أقل من العادى ؛ ايهما افضل هذا الهاتف الحديث ام ان للقديم له رونقه ؛ فلا تجد منه سوى التعصب لرأيه و نعته للآخر بالجاهل و اصراره على ان رأيه هو الاصح !
و عندما تواجهه بانها الديموقراطية تلك التى تكفُل له رأيه الحُر و ان الاختلاف فى الاراء لا يُفسد للودِ قضية لا تجد منه سوى التهكم .
لقد انتهى به الامر الى العُزلة عن العالم محاولاً اقناع نفسه انه كان دوماً على صواب و ان ذلك العالم الملئ بالحمقى و الجهلة لا يستحق حتى ان يُفكر به !
عندما تتعامل مع من حولك لا تتوقع ان تجدهم مثلك تماماً فى كل شيئ و لا تحكم عليهم بافكارك انت او نظرتك للاشياء .
فـ انت لا تنظر للمرآة يا صديقى ؛ لا تتوقع منهم ان يوافقونك على كل آرائك او معتقداتك .
و لو كنت تنتظر منهم ذلك فانصحك حقاً ان تقف امام مرآتك و تُحدثها ؛ فـ انت هو الوحيد الذى سيوافقك تماماً فى كل شيئ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق